
عطبرة في 1-10-2023 (سونا) - أوضح العقيد شرطة عبد الله سليمان مدير قوات الدفاع المدني بولاية نهر النيل أن خريف هذا العام كان مختلفاً عن الأعوام السابقة من حيث الأمطار التي لم تتجاوز أعلى معدلاتها الـ69 ملم بتاريخ 11 سبتمبر بعطبرة والدامر، مشيراً إلى أن الزوابع الرعدية والرياح هي التي تسببت في السيول الجارفة التي ضربت الولاية.
وأضاف مدير قوات الدفاع المدني بأن منسوب النيل سجل إنحساراً كبيراً هذا العام حتى بلغ تأثيره الإمداد المائي لعدة مدن وذلك لعدة عوامل من بينها تراجع معدل الأمطار هذا العام على الهضبة الأثيوبية. وأشار سيادته إلى أن ولاية نهر النيل واجهت خريف العام 2023 في ظل ظروف إستثنائية تمر بها البلاد، إلا أنه عاد ليقول بأن غرفة طوارئ الخريف التي تشكلت بقرار من والي الولاية عملت على التصدي لآثار السيول والأمطار من خلال الموارد المتاحة حيث سجلت الغرفة زيارات مبكرة لمحليات بربر والدامر وشندي والمتمة وقفت من خلالها على الإستعدادات المبكرة لهذه المحليات، بالإضافة إلى إنخراط الدفاع المدني بالولاية منذ الوهلة الأولى في عمليات سحب مياه الأمطار من محطة الكهرباء التحويلية والمستشفيات والأسواق والأحياء والشوارع الرئيسية عبر الطلمبات، مشيراً إلى تنفيذ مشروع سقيا المتضررين بتوفير تناكر المياه للمناطق المتضررة ومراكز إيواء الوافدين والمستشفيات والسجون.
وحيا سيادته المجلس القومي للدفاع المدني للأدوار الكبيرة التي قاموا بها خلال الخريف هذا العام بإرسال المعينات من مشمعات وناموسيات وبطاطين تم توزيعها على المتضررين بالإضافة إلى متبقي معينات العام السابق وتدخل منظمات الهلال الأحمر السوداني واليونيسيف وبعض الخيرين. وأضاف بقوله:
"هذه الجهود تضافرت مع الجهود الرسمية بالمساعدات التي قدمتها القوات المسلحة ووزارة الرعاية الإجتماعية ووزارة الصحة ورئاسة شرطة ولاية نهر النيل"
وأوضح مدير قوات الدفاع المدني أن خسائر خريف العام 2023 بالولاية تمثلت في تضرر 3043 منزلاً بصورة كاملة و2381 منزلاً بصورة جزئية واحتسبت الولاية عند الله سبحانه وتعالى 11 فقيداً، بخلاف الأضرار التي لحقت بالطرق القومية والبنية التحتية.
وعزا مدير قوات الدفاع المدني تلك الأضرار إلى السكن في مجرى السيول، مؤكداً استصدار توجيهات من الوالي بتخطيط مناطق سكنية نموذجية جديدة تتوفر فيها الخدمات وبشكل مختلف في طريقة البناء.
وأشار العقيد شرطة عبد الله سليمان لفرقة الإنقاذ النهري والأدوار الكبيرة التي تضطلع بها بخلاف دورها الأساسي في انتشال الغرقى وتنبيه المواطنين للمناطق الخطيرة، حيث تعمل الفرقة بتنسيق كبير مع إستخبارات القوات المسلحة في تمشيط مجرى النيل على طول الولاية وكذلك المساهمة في تأمين زيارات كبار المسؤولين.
وقد أسفرت عمليات التمشيط النهري المشتركة عن عدة إنجازات أمنية من بينها ضبط أفراد يتبعون للمليشيا المتمردة ببنطون الباوقة وبحوزتهم مبالغ مالية كبيرة وكذلك ضبط كمية كبيرة من الأدوية التي كانت في طريقها للتهريب. وحيا والي الولاية الاستاذ محمد البدوي عبد الماجد وأعضاء حكومته ومدير شرطة الولاية اللواء شرطة حقوقي سلمان محمد الطيب على الدعم المستمر والإسناد الكبير لعمل الدفاع المدني والذي أسهم في تخفيف وطأة كارثة السيول والأمطار.